تعد الأنترنت ثورة عالمية تضاهي ـ إن لم تفق ـ الثورة الصناعية وما نراه الآن من استخدام الانترنت في مختلف مناحي حياتنا ما هو إلا قمة الجبل الجليدي الفائر في أعماق المحيط، والقادم أكبر وأعظم سيبز بالتأكيد كل تصورات جيلنا والأجيال القريبة منه، فالانترنت بيت في الفضاء مسموح لكل راغب في بناء حجرته الخاصة ضمن هذا البيت بل ربما بناء «ملحق» إن جاز لنا التعبير، كامل له، يحدد هو مساحته ومحتواه، والخيار متاح للإضافة متى شاء وكيفما يشاء، شرط أساسي في هذا البناء أن تكون الغرفة أو البناء بأكمله من زجاج شفاف يطلع عليه من يرغب في أي وقت يريد، بل أن قيمة هذا البناء تكمن في كثرة زواره ومدى استفادتهم من هذه الزيارة، كما تتميز المواقع (الأبنية) عن بعضها البعض بقدرتها في اغراء الزوار المطلوبين ليس للزيارة فحسب بل مدى رغبتهم على معاودة الزيارة.
مزايا النشر الالكتروني:
سهولة البحث دون الحاجة إلى قراءة النص بالكامل، وبالتالي اختصار وقت الباحث وضمان حصوله على ما يريد.
سهولة الحذف والإضافة والتعديل والتغيير في أي وقت يشاء المؤلف دونما جهد يذكر أو تكلفة ترهق أو وقت يعوق الرغبة بالتغيير.
إمكان نقل أجزاء مقتبسة من النصوص الإلكترونية دون الحاجة إلى إعادة طباعتها.
صغر حجم وسائط التخزين وقدرتها الهائلة على نقل مكتبات بكاملها في قرص مدمج واحد أو شريحة ذاكرة لا يتعدى حجمها حجم علبة السجائر، الأمر الذي يجعل نقل موسوعات علمية بكاملها بما في ذلك وسائل الإيضاح التي يمكن أن يتضمنها النص بما في ذلك الصوت والصورة بنوعيها الثابت والمتحرك.
سهولة الرجوع إلى المصادر والمراجع المستخدمة في الدراسات العلمية وبشكل مبدع أيضاً.
الطباعة باستخدام الأوامر الصوتية دون الحاجة إلى استخدام لوحة المفاتيح.
تطور إمكانات التدقيق الاملائي واللغوي للنصوص المطبوعة الكترونياً
تطورت كذلك أجهزة المسح الضوئي والبرامج الملحقة بها التي تقوم بالتعرف على النص الممسوح وتحويله إلى نص الكتروني يسهل حفظه واسترجاعه والبحث فيه.
وعلى هذا الصعيد أيضاً تتطور الترجمة الآلية للنصوص الالكترونية ومن وإلى الكثير من لغات العالم، إلا أن هذا الأمر لا يزال في مراحله الأولى على الرغم من التطور الهائل فيه، يعود ذلك طبعاً إلى صعوبة فهم الآلة للنص كما يريده الكاتب، ونحن بانتظار مزيد من التطور في هذا المجال.
النشرة الإلكترونية سواء كانت جريدة أو مجلة أو كتاباً أو غير ذلك يمكن تحديثها وربما تصحيح أخطائها بشكل مستمر بينما ما ينشر في الصحيفة أو المجلة أو النشرة الورقية لا يغير إلا العدد التالي له.
كثير من الصحف والمجلات العالمية ووكالات الأنباء العالمية لديها مراكز معلومات وأراشيف تعد بمنزلة ثروات مغمورة إلى أن طرحت بشكلها الالكتروني وأصبح بإمكان القارئ والباحث استخدام هذه الكنوز وهو مستمع بخصوصيته في منزله وبين أسرته.
النشر الالكتروني ييسر لنا قراءة ما نستطيع من الصحف العربية والعالمية وقت صدورها وأينما كنا مادام توفر لنا مدخل على الانترنت ودون الحاجة لانتظار أيام عديدة حتى تصل صحفنا المفضلة فقط لنكتشف أن مقص الرقابة قد أتى على معظمها بل تحديداً كنا بانتظاره.
الصحافة العربية اليومية في العصر الرقمي:
يشير الباحث د.عماد بشير إلى أن صحيفة «الحياة» التي تعتمد تقنية النشر المكتبي عربياً (منذ إعادة إصدارها في لندن في الثالث من اكتوبر 1988) كانت سباقة في هذا المجال وتبعتها مباشرة في نهاية العام التالي صحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة في لندن ثم صحيفة «صوت الكويت» التي صدرت من لندن في نوفمبر 1990 وتوقفت في منتصف 1992 وفي الوقت الحالي يستخدم معظم الصحف العربية بما فيها الصحف الوطنية والمحلية وتلك التي تصدر من خارج الوطن العربي تكنولوجيا النشر المكتبي في تصميم وانتاج صفحاتها اليومية.
الترجمة الالكترونية وآفاق المستقبل:
ويتناول الباحث د.روحي البعلبكي الترجمة الالكترونية ويرى أنها تمر بمراحل أساسية تشمل:
1 ـ تحليل النص الأصلي أو تحريره، صرفياً وتركيبياً.
2 ـ نقله إلى اللغة المطلوبة أو الوسيطة، لفظياً وتركيبياً.
3 ـ استيلاده في لغة الهدف، نحوياً وصرفياً ودلالياً.
وهكذا نشأت تقانة خاصة هي تكنولوجيا اللغة كمصدر أولي لـ «تكنولوجية الترجمة كبنى قواعد هندسة ومبادئ لغوية باتت تعرف باسم «هندسة اللغة» هدفها الإرتقاء بالترجمة الآلية أو الإلكترونية إلى أعلى مستوى ويحدد الباحث الخريطة التكنولوجية ويجدها تشمل صيغاً مختلفة تستعين بالحاسوب بغرض الترجمة وتضم بالإجمال:
1 ـ نظماً شمولية للترجمة الآلية.
2 ـ نظماً مساعدة للمترجم البشري.
بما في ذلك البرمجيات المعجمية والبنوك المصطلحية أما النظم المساعدة أو الداعمة للمترجم البشري فتنطوي على أدوات برمجية من لغوية ومعجمية ومصطلحية تتركز حول ما يلي:
1 ـ بنوك المصطلحات الآلية 2 ـ القواميس الالكترونية 3 ـ قواعد البيانات 4 ـ ذاكرات الترجمة 5 ـ أدوات التحليل والتحرير 6 ـ برمجيات التعرف على الكلام 7 ـ برمجيات توطين النصوص عنف المعلومات وارهابها: يرى الباحث المصري د.نبيل علي في مقالته (عنف المعلومات وارهابها) أنه ليس من شك أن لتكنولوجيا المعلومات ـ مثلها مثل التكنولوجيا الأخرى ـ وجهها القبيح الذي أخذت ملامحه تزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، وبتنا نسمع عن عنف عصر المعلومات وارهابه وقد اتخذ صوراً مختلفة أشد الاختلاف عما سبقه سواء من حيث الأساليب أو وسائل التصدي والأهم من هذا وذاك من حيث آثارهما، المباشرة وغير المباشرة، سواء على الفرد أوالمجتمع الانساني بصفة عامة، وعلى اختلاف مظاهره ومستوياته يكون العنف سلوكاً يمارسه من بيده القوة على من لاحول له منها، والمعلومات بلا شك ـ بصفتها مصدراً للقوة ـ من أسلحة العصر، و«المعرفة قوة» كما تلخصها لنا مقولة فرنسيس بيكون الشهيرة، والتي ربما سبقه إليها بآلاف السنين إمبراطور الصين صان تشو فهو القائل «المعرفة هي القوة التي تمكن العاقل من أن يسود، والقائد من أن يهاجم بلامخاطر، وأن ينتصر بلا إراقة دماء وأن ينجز مايعجز عنه الآخرون، وجاءت تكنولوجيا المعلومات لتضيف كل يوم شاهداً جديداً على صحة هذه المقولة بعد أن أصبحت المعلومات والمعرفة ركائز القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية ويزداد ثقلها يوماً بعد يوم في موازين القوة العالمية، لقد باتت هذه الأمور واضحة بصورة لاتحتاج إلى مزيد من التدليل والتأكيد، مانود أن نضيفه هنا ـ الباحث د. نبيل علي ـ هو مايشهده عصرنا من تطورات قلبت رأساً على عقب مقولة فرنسيس بيكون سالفة الذكر فكما أن «المعرفة قوة» ف» القوة أيضاً معرفة كما خلص إلى ذلك ميشيل فوكو، وقد قصد بذلك أن القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية والأيديولوجية تعمل ـ بصورة مباشرة وغير مباشرة ـ على توليد خطاب معرفي يخدم أغراضها ويرو ج لأفكارها سعياً لتثبيت سلطانها وتأمين مصالحها بالتالي يزخر قاموس العصر بالعديد من مصطلحات العنف المعلوماتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
العنف الرمزي
الاستغلال المعلوماتي
الفجوة الرقمية
احتلال الفضاء المعلوماتي
التجويع المعرفي
ضراوة أجهزة الاعلام
العصف بالعقول
تزييف العقول عن بعد
الامبريالية الرقمية
القمع الأيديولوجي
بصفة عامة يمارس العنف المعلوماتي من خلال مايمكن أن نطلق عليه «القوى الرمزية اللينة» التي تختلف جوهرياً عن القوى التقليدية فهي تعمل بالجذب لا بالضغط وبالترغيب لا بالترهيب وتستخدم لغة تخاطب العقول والقلوب من أجل اكتساب الآراء لا كسب الأرض ومن أجل انتزاع الإرادة الجماعية لا نزع السلاح والملكية ومن أجل فرض المواقف وزرع الآراء، بدلاً من فرض الحصار وزرع الألغام
ثورة الكمبيوتر في القرن العشرين:
يرى الأستاذ نبيل غزلان في مقاله «سيناريوهات الأفق الرقمي» أن المحاور الأساسية لدراسة مستقبل الكمبيوتر في القرن الحالي تدور حول عدد من الاتجاهات التي بدأت تباشيرها في الظهور سريعة متفتحة في بعض الجوانب، وعلى استحياء تنتظر التطوير والإرتقاء في جوانب أخرى ويمكن حصر هذه المحاور في أربعة أساسية.
الأول: التطورات التقنية في صناعة الكمبيوتر
الثاني: دمج الكمبيوتر بالإنسان
الثالث: الانترنت وتعاظم ثورة الاتصال بين البشر
الرابع: الآثار ومخاطر المستقبل
وتنطلق تقنيات المستقبل من نقطة أولية مفادها أن حقبة التصغير في صناعة المعالج الدقيق قد وصلت إلى منتهاها، وأنه قد آن الأوان لحقبة جديدة تتفق والتسارع غير المسبوق في نمو هذه الصناعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق