الجمعة، 18 نوفمبر 2011

من أقوال عمر المختار


نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت.عمر المختار:  قائد المقاومة الليبية ضد الاستعمار الايطالي





سوف تأتي أجيال من بعدي تُقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقيّ.


سوف تأتي أجيال من بعدي تُقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقيّ.


من كافأ الناس بالمكر كافأوه بالغدر.
لئن كَسَرَ المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي.

صور لليطل عمر المختار رحمه الله












عمر المختار


ابن زريق البغدادي420 هـ / 1029 م
أبو الحسن علي أبو عبد الله بن زريق الكاتب البغدادي.
وهذه بضعة سطور تحكي لنا مأساة الشاعر العباسي ابن زريق البغدادي الذي ارتحل
عن موطنه الأصلي في بغداد قاصداً بلاد الأندلس ، عله يجد فيها من لين العيــــش
وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره ، ويترك الشاعر في بغداد زوجة يحبها وتحبـه
كل الحب ، ويخلص لها وتخلص له كل الإخلاص ، من أجلها يهاجر ويسافر ويغترب
وفي الأندلس - كما تقول لنا الروايات وا لأخبار المتناثرة - يجاهد الشاعر ويكافح
من أجل تحقيق الحلم ، لكن التوفيق لا يصاحبه ، والحظ لا يبتسم له ، فهناك يمرض
، ويشتد به المرض ، ثم تــكون نهايته في الـــغربة ؛ ويضيف الرواة بـــعداً جديداً
للمأساة ، فيقولون أن هذه القصيدة التي لا يعرف له شعرٌ سواها وجدت معــــه
عند وفاته سنة أربعمائة وعشرين من الهجرة ، يخاطب فيها زوجته ، ويؤكد لها
حبه حتى الرمق الأخير من حياته ، ويترك لنا - نحن قراءه من بعده - خلاصة أمينة
لتجربته مع الغربة والرحيل ، من أجل الرزق وفي سبيل زوجته التي نصحته بعدم
الرحيل فلم يستمع إليها ، ثم هو في ختام قصيدته نادم - حيث لم يعد ينفع النــدم
أو يجدي - متصدع القلب من لـــوعةٍ وأسى ، حيث لا أنيـــس ولا رفيـق ولا معين .
والمتأمل في قصيدة ابن زريق البغدادي لا بد له أن يــكتشف على الــــفور رقة
التعبير فيهــا ، وصدق العاطفة ، وحرارة التجربة ؛ فهي تنم عن أصالة شاعـــر
مطبوع له لغته الشعرية المتفردة ، وخياله الشعري الوثّاب ، وصياغته البليغــــة
الــمرهفة ، ونفســـــه الشعري الممتد ؛ والغـــريب ألا يكون لابن زريق غير هذه
القصيدة ، الذي لم تحفظ له كتب تراثنا الشعري غيــر قصيدته اليتيمة هذه

شرح قصيدة لا تعذلية




قصيدة لا تعذلية .. عربي .. عاشر

1-يناجي الشاعر نفسه ويطلب منها ألا تطيل في العتب واللوم لأن العتب يزيد عذابه ويعلم أنها تقول الحق ولكنه لن يصغ لها وهذا الصراع بين نداء الروح والواقع....
2-لقد زادت تلك النصائح الكثيرة الشاعر هماً وحزناً في الوقت الذي حسبت فيه أن هذه النصائح ستفيده وتعيده للصواب.....
3-اتبعي في نصحه أسلوب الرفق واللين لأن قلبه عليل وحزين على ما أصابه جراء ظروف حياته الصعبة..
4-لقد كان قادراً على تحمل المصائب وتجاوزها ولكن تلك الهموم والمصاعب الكثيرة جراء سفره وترحاله أثقلت كاهله وأتعبته.
5-يكفيه من الحزن والهم تلك المخاوف التي يعاني منها أثناء سفره وترحاله ويضاف إليها بعده عن محبوبته وما كان هذا إلا ليزيده همأً فوق همه..
6-في أمانة الله ورعايته أفارق المحبوبة في كرخ بغداد ...تلك المحبوبة التي كانت آية من الحسن...قمراً في طلتها يشع نوراً وسط نجوم السماء.
7-في لحظة الفراق وعندما حانت لحظة الوداع وددت لو أنني أفارق رغد الحياة ولا أصل إلى لحظة الوداع الأليمة هذه.
8-كأين من كم مرة تككر الرجاء بعدم الفراق ولكن ظروف الحياة الصعبة أرغمتني على ما لا أرجوه وهو السفر والرحيل.
9-وعندما تربعت الشمس على عرشها معلنة ساعة الرحيل انهمرت الدموع من أعيننا وانتفضت الآهات من قلوبنا التي تعلقت بأمل عدم الفراق.
10-تالله إن كل عذر أقدمه لكي أبرر به رحيلي وابتعادي عن محبوبتي هو عذر واهٍ ولكنني أتمسك به لأحاول إقناعها ونفسي بهذا السفر..............
11-وحاولت أن أقنع النفس بضرورة الرحيل ولكنها أبت وانتفض القلب رافضاً كل عذر يبرر البعد عن المحبوبة.
12-نُصِبتُ ملكاً في مملكة الحب التي شيدتها قلوبنا الصداقة بمشاعرها وعواطفها ولكن سوء تدبيري وقيادتي أدى إلى تنحيتي عن هذا العرش.
13-وكل إنسان أنعم الله عليه ونسي أن بشكره ويحمده على هذه النعم فلا بد أن تأتي ساعة يجرد فيها من هذه النعم.
14-بعد هذا الرحيل والفراق الذي حرمني من رؤية آية الجمال والحسن في وجهها لمشرق أخذت أتجرع من كأس الحزن والألم الذي تجرعت منه محبوبتي ايضاً.
15-فبعد ما قشيت من أيام السهر والأرق والفجيعة علت الأصوات قائلة ها أنت تعاني مما اقترفت من رحيل وابتعاد عن محبوبتك فيجيب قلبي الحزين هذا ما اقترفته ولست أتنصل منه.
16-يا من تربعت في عرش قلبي إن بعدي عنك أضنى الجسد وأدمى الفؤاد وسرق النوم من عيوني .
17-فمنذ أن اخترت الرحيل مصيراً مؤلمأً لي أصبحت حياتي جحيماً وبت أجهل طعم النوم والرحة التي حرمت محبوبتي أيضاً.
18-أتمنى أن تعود أيام الفرح والسعادة وأجتمع بمحبوبتي بعد كل هذا الألم والحزن الذي سببه لنا الفراق.
19-فإن عاجل القدر أحدنا وحكم بعد اللقاء في هذه الحياة فلن يكون للآخر مكان فيها بعد موت محبوبته.
20-وإن حكم القدر باستمرار البعد والفراق فمن ذا الذي يستطيع أن يغير من حكم الله وقضائه فما علينا سوى الاستسلام لمشيئته.

لا تعذليه - نص شعري




لا تــعذليـــه فـــإن العـــذل يولــعــه
قـد قلت حقـاً ، ولكـن ليس يسمعه جــاوزت فــي لومـــه حــداً أضـر بـه مـــن حيــث قــدرتِ أن اللـوم ينفعــه فاستعملي الرفق في تأنيـبه بــدلاً مــن عذله، فهو مضنى القلب موجعه قـــد كان مضطلعاً بالخطـب يحملــه فــضيِّقــت بخطــــوب الدهـــر أضلعــه يكفيه من لوعة التـشـتـيت أن لـــه مـــن النـــوى كـــلَّ يــوم مــا يـروّعــه مــا آب مـــن سفــر ٍ إلا وأزعــجــه رأي إلـــى سفــر ٍ بالعـــزم يــزمـــعـه كــــأنمـــا هـو في حل ٍ ومـرتحــل مـــوكّـــل بــــفــضـــاء الله يــــذرعـــه إن الزمـــان أراه في الرحيل غنىً ولـــو إلــى السنـد أضحى وهو يزمعه ومـــا مجـــاهـــدة الإنسان توصلـه رزقـــاً ولا دعــة الإنـــســان تـقــطعــه قــد وزع الله بـيــن الخلق رزقهمو لــم يــخلــق اللهُ مــن خلـق ٍ يضيّعــه لكنهم كلِفـوا حرصاً ، فلست ترى مسترزقــاً ، وســوى الـغـايـات تقنعه والحرص في الرزق والأرزاق قد قُسمت بـغــي ، ألا إن بغـــي المرء يصرعه والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه إرثـــاً ، ويـمنـعـــه من حيـث يطمعه استـــودع الله فـــي بغــداد لي قمراً بالـكــرخ مــن فلك الأزرار مطلـعـه ودعــتــه وبــودّي لـــو يـــودعــنـي صــفـــو الحــيـــاة وأنـــي لا أودعــه وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحىً وأدمــعــي مــسـتـهـلات وأدمــعــه لا أكــذب الله ، ثـــوب الصبر منخرقٌ عــنــي بفــرقـتــه ، لـكـن أرقّـعــه إنـي أوســع عــذري فــي جنـايتـه بــالبـيـن عنـه ، وجرمي لا يوسعه رُزقت ملكــاً فلــم أحسن سياسته وكــلُّ مـن لا يسوس المُلك يخلعه ومـــن غــدا لابساً ثوب النعيــم بلا شـكر ٍ عليــه ، فــإن الله يــنــزعــه اعتضتُ من وجه خلي بعد فـرقـتـه كـأســـاً أُجـــرّع مــنــهــا مـا أجرّعه كم قائلٍ لي ذقت البين ، قلت له: الــذنــبُ ذنــبـــي لــسـت أدفــعــه ألا أقــمــت فــكـان الرشد أجمعـه لــو أنـنـي يــوم بــان الـرشد أتبعـه إنــي لأقطـــع أيــامــي وأنـفـدهـا بــحسـرةٍ مـنـه فـي قلبـي تُقطّعـه بــمــن إذا هـــجــع النوّام بـتُ لـه بـلوعةٍ منـه ليلـي، لست أهـجـعـه لا يطمئن لجنبي مضجعٌ ، وكـــذا لا يطمئـن لـــه مــذ بِـنـتُ مضـجعـه ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني بـــه ، ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه حتى جرى البين فـيـما بـيننا بيــدٍ عـــســراء ، تمنعني حظي وتمنعه قد كنت من ريب دهري جازعاً فرِقاً فــلــم أوقَّ الــذي قـد كنت أجزعه بالله يا منزل العيش الذي درست آثــاره ، وعفـــت مــذ بـنـتُ أربـعـــه هـــل الــزمــان مُعيــد فيك لذتـنـا أم الليــالــي التـي أمضتــه تُـرجعـه فـــي ذمـــة الله من أصبحت منزله وجـــاد غــيــث علـى مغناك يُمرعه مـــن عنـــده لـــي عهــد لا يضيعه كــمـــا لـــه عهــد صدقٍ لا أضيّـعـه ومــن يـصـدّع قــلبــي ذكــره ، وإذا جــرى علــى قلـبـه ذكري يصدّعه لأصـبـرن لـــدهـــر ٍ لا يـمتـعـــنـــي بــه ، ولا بـــي فـــي حــال ٍ يمتعه عـــلــمـــاً بأن اصطباري مُعقبٌ فرجاً فأضــيـــق الأمــر إن فكـرت أوسعه عسى الليالي التي أضنت بفرقـتـنا جسمي ، ستجمعني يوما وتجمعه وإن تـــغـــل أحـــداً مـــنـــا منـيـتــه فـــمــا الـــذي بـقضــاء الله يصنعـــه







لمحة عن كتاب مستقبل الثورة الرقمية

مستقبل الثورة الرقمية




أحمد فضل شبلول
(الإسكندرية- مصر)

كتاب العربي رقم (55) ـ الذي تصدره مجلة "العربي" الكويتية، يحمل عنوانا مهما ومثيرا للتأمل والتفكير، هو "مستقبل الثورة الرقمية ـ العرب والتحدِّي القادم". وبه نُشرت مجموعة مختارة من الأبحاث العلمية التي نوقشت في ندوة العربي السنوية حول "الثقافة العربية والنشر الإلكتروني" مضافا إليها مختارات مما نشرته المجلة في الإطار نفسه خلال السنوات القليلة الماضية، بما يؤكد تبنيها لمستقبل الثورة الرقمية، وتأثيرها على وطننا العربي.
وحقيقة فإن سلسلة كتاب "عالم المعرفة" ـ إلى جانب مجلة العربي ـ التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، تعد من أهم سلاسل النشر ـ في الوطن العربي ـ المهتمة بهذا الموضوع، وليس أدل على ذلك من الكتب التي أصدرتها وتصدرها في هذا المجال مثل: الثقافة العربية وعصر المعلومات للدكتور نبيل علي، والمعلوماتية بعد الإنترنت ـ طريق المستقبل. لبيل جيتس، ترجمة الراحل عبد السلام رضوان. ورؤى مستقبلية ـ كيف سيغير العلم حياتنا في القرن الواحد والعشرين، لميتشيو كاكو، ترجمة سعد الدين خرفان. وثورة الإنفوميديا: الوسائط المعلوماتية وكيف تغير عالمنا وحياتنا؟ لفرانك كيلش. ترجمة: حسام الدين زكريا. وغيرها من الكتب.

***

ينقسم كتاب "مستقبل الثورة الرقمية" ـ عبر 208 صفحات ـ إلى ثلاثة محاور رئيسية ـ بعد مقدمة د. سليمان العسكري ـ رئيس تحرير المجلة. هذه المحاور هي: العرب وقضايا النشر الإلكتروني، والعرب ومستقبل الإنترنت: ملامح عالم جديد، والعرب وتكنولوجيا المعلومات: قضايا وتحديات.
عالمنا العربي ومستقبل الثورة الرقمية
في ورقته "عالمنا العربي ومستقبل الثورة الرقمية" يرى د. سليمان إبراهيم العسكري (الكويت) أن الإسراع في دخول عالم النشر العربي الإلكتروني سيحقق لثقافتنا ولغتنا نقلة نوعية هائلة، من حيث وضعهما في موقع مع الثقافات العالمية السائدة الآن، ويفتح أمامهما فرصة التلاقي والتفاعل مع حاملي تلك الثقافات من جانب، ومن جانب آخر يعيد ربط الملايين من المهاجرين والمغتربين العرب والمسلمين في العالم بثقافتهم العربية والإسلامية، وينمي من خلالهم حركة ثقافية وفكرية عربية في مواطنهم الجديدة.
كيف يستخدم العرب الإنترنت؟
في المحور الأول يتحدث سعود راشد العنزي (الكويت) تحت عنوان "كيف يستخدم العرب الإنترنت؟" ثم يطرح تصوره المستقبلي عن استخدام الإنترنت وعلاقة الإنسان بها بعد عشر سنوات من الآن، مبرزا مزايا النشر الإلكتروني من سهولة البحث، وسهولة الحذف والإضافة والتعديل والتغيير في أي وقت يشاء المؤلف، مع صغر حجم وسائط التخزين، وسهولة الرجوع إلى المصادر والمراجع المستخدمة، والطباعة باستخدام الأوامر الصوتية، وتطور إمكانات التدقيق الإملائي واللغوي، وتطور أجهزة المسح الضوئي، وغيرها من المزايا التي لا يكتفي بإبرازها فحسب، ولكن يتحدث أيضا عن مشكلات النشر الإلكتروني مثل حاجز اللغة الذي يُعيق الكثيرين من الاستفادة من الثورة المعلوماتية، والمعلومة المنسوخة دون علم صاحبها، والخوف من جهاز الكمبيوتر، واعتباره آلة صعبة، والفقر وعدم القدرة على شراء الأجهزة ، وما إلى ذلك.
أيضا يتعرض العنزي لمشكلات المواقع العربية على الإنترنت، ومنها مشكلة برنامج التشغيل، ومشكلة اللغة، ومشكلة البحث في الموقع، وتغير الشكل مع تغير برنامج التصفح، وقلة المتعاملين مع الإنترنت في الوطن العربي، وهو في هذه الجزئية يضع تحت أنظارنا إحصائية عن نسبة الذين لديهم مدخل على الإنترنت في العالم العربي، يتبين منها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل أعلى نسبة (15%) تليها مصر، ثم تأتي معظم الدول العربية الأخرى في قاع السلم.
أما د. عماد بشير (رئيس قسم المعلومات في صحيفة "الحياة") فيتحدث في هذا المحور عن الصحافة العربية اليومية في العصر الرقمي، حيث تسعى ورقته إلى تأريخ استخدام تقنيتي النشر المكتبي والنشر الإلكتروني في الصحف العربية، إضافة إلى تقديم شروحات خاصة بما يجمع بين هاتين التقنيتين، وما يفرق بينهما. وتنتهي الورقة بتقديم ملاحظات حول التوافر الإلكتروني للصحف العربية اليومية على الإنترنت وعلى الأقراص المدمجة من وجهة نظر استخدامية، إضافة إلى اقتراحات تتعلق بالتطور المطلوب في هذا المجال، والدعوة إلى فهم أفضل لمصطلح الصحيفة الإلكترونية ووظائفها وأهدافها.
ويرى بشير أن الصحف العربية المتوافرة على إنترنت لا تتوافر فيها شروط الصحيفة الإلكترونية. وتبقى الإشارة ـ حسب بشير ـ إلى أن الآمال معقودة على صحيفة "إيلاف" الإلكترونية.
ثم يأتي دور عثمان العمير ـ رئيس تحرير جريدة "إيلاف" الإلكترونية ـ ليقدم شهادته حول "إيلاف" تحت عنوان "شهادة من عصر الإنترنت".
وعن تحديات الإعلام الإلكتروني والعالم العربي والوسط الرقمي، يشترك كل من خلدون طبارة وأسامة الشريف (من الأردن) في تقديم ورقة واحدة لندوة العربي عام 2001، وهما يريان أن الإنترنت سلاح ذو حدين، فإما أن تكون خطرا محدقا يهدد بأن تفقد موقعك التقليدي في السوق، وإما أن تكون فرصة عظيمة تتمكن من خلالها من أن تحتل مواقع وأسواقا جديدة بسرعة لم تكن ممكنة أبدا ضمن معطيات الاقتصاديات التقليدية.
وهما يذهبان إلى أن الجدل الدائر حول موضوع نشر الصحف إلكترونيا، لم يمنع الصحف نفسها من الدخول في عالم الإنترنت من خلال طبعات إلكترونية خاصة ومجانية في معظم الأحيان، في حين أنه لم يثبت قطعيا حتى الآن أن الإنترنت أثرت سلبيا على توزيع الصحيفة المطبوعة أو أدت إلى انخفاض دخلها من الإعلان لا في العالم العربي، ولا خارجه.
ويتساءل سامي خشبة (مصر) في ورقته، عن مستقبل الثقافة مع التحول التدريجي إلى ما يسمى "النشر الإلكتروني"، للكتاب وللدوريات وما في حكمها؟ ثم يسوق تجربته كقارئ مدمن للقراءة، وكاتب مهنته الكتابة، من الورق، وعلى الورق، وبالورق والقلم.
وهو يرى ـ عند البحث ـ أن الخطأ البسيط في الإملاء سيؤدى إلى استحالة التوصل إلى المعلومة المطلوبة، لذا ينبغي على المتعامل مع الحاسب الإلكتروني أن يكون ذا مستوى جيد من التعلم اللغوي. أيضا يتطلب التعامل مع هذا الحاسب عقلية تركيبية / تحليلية معا، أو ذهنية مبنية على معرفة معلوماتية متعددة المجالات.
قارئ المستقبل والتحرر من سلطان الحكومات
أما د. أحمد بشارة (الكويت) فيتحدث في ورقته عن قارئ المستقبل، ويرى أن النشر الإلكتروني نمط جديد للحياة والتعلم أكثر من أنه تقنية جديدة. وأنه يفتح أبوابا غير مطروقة في السابق في العلاقة بين الكاتب والمستفيد. وأن الإنترنت ووسائل النشر الإلكتروني حررت الإنسان لأول مرة في التاريخ من سلطان الحكومات، وسلطة الناشر والرقيب، وتسلط الجماعات والمذاهب على حقه في اقتناء وانتقاء المعرفة. غير أنه في الوقت نفسه فإن النشر الإلكتروني عبر الإنترنت أو الوسائط المختلفة أصبح ـ فعلا ـ منجم ذهب ومعينا لا ينضب لمافيا الفكر والإبداع.
وعن الترجمة الإلكترونية وآفاق الحاضر والمستقبل يشارك د. روحي البعلبكي، فيرسم خريطة تكنولوجية للترجمة الإلكترونية، تضم نظما شمولية للترجمة الآلية، ونظما مساعدة للمترجم البشري. وهو يرى أنه كلما تنامت النصوص المفترض ترجمتها ـ وهي في حقيقة الأمر تتنامى على نحو يفوق التصور ـ اشتدت الحاجة إلى ترجمة إلكترونية، ذلك أن استحالة تأمين طاقات بشرية من جحافل من المترجمين المؤهلين والعاملين على مدار الساعة، وبالسرعة الإنتاجية المرغوب فيها، إنما تحتم اللجوء إلى ترجمة مُحَوسَبَة تفوق سرعتها السرعة البشرية وطاقاتُها، الطاقة البشرية.
وينقلنا هذا إلى السؤال عن وضعية اللغة العربية على الخصوص في سياق الترجمة الإلكترونية؟
وعلى الرغم من تحمس البعلبكي للترجمة الإلكترونية أو الآلية، إلا أنه حين يكون المطلوب نصا مثاليا ناجزا، ومشهودا له بأنه سليم نحويا، بل وأنيق تعبيريا، وأن يكون جاهزا بصورة لائقة للنشر والتداول، فإن الترجمة الآلية تظل في حاجة إلى لمسات تدقيقية وتعديلية من عمل المترجم الخبير، ولا تعدو كونها ـ في هذه الحالة ـ مسوّدة أولية للترجمة. أي كلما كان النص المطلوب ترجمته أدبيا، كانت الحاجة إلى مترجم بشري أشدّ وأدعى.
الكتاب الإلكتروني يغير وجه القراءة
جيهان الشناوي (مصر) تذهب في مقالها المنشور بمجلة العربي (مارس 2000) بعنوان "الكتاب الإلكتروني يغير وجه القراءة" إلى أنه من المتوقع أن تهز الكتب الإلكترونية وبعنف، قيمة الكتاب المطبوع، وتغير من طرق الطباعة ووسائل البيع، وستخلق أسواقا جديدة في مختلف المجالات، كما أنها ستغير من مفهوم الكتاب ذاته.
ويقدم د. محمد المخزنجي (مصر) قراءة ثقافية نفسية للتعامل مع الكتاب الإلكتروني، ويسمي الذين يقرأون الكتب "بشر الكتب"، ثم يتحدث عن حشد الحواس أثناء القراءة، وأن الحس بالعمق الفراغي سيكون علامة استفهام مهمة مع الكتاب الإلكتروني. ويردد مقولة أحد نواب بيل جيتس عن أمر الكتاب الإلكتروني وأنه شبيه باختراع السيارة، فمحطات البنزين لم تفتح أبوابها بعد، والطرق الممهدة لم تُشق، لكن لدينا سيارة تمشي، والرحلة يمكن أن تبدأ.

***

المحور الثاني في الكتاب عن العرب ومستقبل الإنترنت: ملامح عالم جديد، وفيه يشارك د. حنا جريس (مصر) بمقال عن الهيبرتكست وعصر الكلمة الإلكترونية، ويرى أنه على النقيض من الكلمة المكتوبة، فإن الكلمة الإلكترونية ليس لها وجود مادي، فما يظهر على الشاشة هو التعبير الافتراضي لاستدعاء المُناظِر الرقمي Digital للحرف. وأن الاغتراب عن النص الإلكتروني هو الصفة الأساسية الآن لنا ككُتاب وقراء الأجيال الحالية الذين تشكل وعيهم ووجدانهم قبل ظهور الكتابة الإلكترونية.
أما سيكولوجية البريد الإلكتروني فيحدثنا عنها د. أحمد محمد صالح (مصر) ويرى أن البريد الإلكتروني قد يكون أهم وسيلة منذ اختراع التليفون لأن سهل الاستعمال. وأن الدراسات أظهرت أن الناس في الاتصالات الإلكترونية يكونون أكثر حرية وغير مقيدين بالعادات والتقاليد والأخلاق.

***

المحور الثالث والأخير، كان عن العرب وتكنولوجيا المعلومات: قضايا وتحديات. وشارك فيه د. نبيل علي (مصر) بمقال عن عنف المعلومات وإرهابها. أما د. عادل ريان (مصر) فيكتب عن الحاسوب وأمراضه، حيث أثبتت الدراسات أن حالات الإجهاد البصري تزداد بنسبة 55 % لدى مستخدمي الحاسوب مقارنة بنظرائهم مستخدمي الآلة الكاتبة العادية.
وتقدم د. زهراء محمد سعيد (الكويت) ورقتها تحت عنوان "كمبيوتر يحترم المشاعر".
وعن الهاكرز وهل هم ثوار أم إرهابيون، يكتب مرة أخرى د. حنا جريس. بينما يكتب د. حسن عبد العزيز حسن (ليبيا) عن عودة القرصنة رقميا وملامح من قرن مضى. وعن التجارة الإلكترونية يكتب أنطوان بطرس (لبنان).
ويختتم نبيل غزلان (مصر) المحور الثالث والكتاب، بسيناريوهات الأفق الرقمي معتمدا في مقاله على كتاب ميتشيو كاكاو "رؤى مستقبلية" السابق الإشارة له.

***

هكذا استطاع كتاب العربي (55) أن يقدم لنا وجبة معرفية دسمة عن مستقبل الثورة الرقمية وخيالها الذي أصبح واقعا في معظم تصوراته وتجلياته، ومدى مشاركة العرب في هذا الأمر. 

النشر الاكتروني


  
لا شك أنَّ النشر الإلكتروني كوسيلة لنقل المعرفة وتبادلها، وبخاصة في المجتمعات الصناعية قد شهد قفزات كبيرة خلال العقدين الأخيرين لا تقل في طفرتها وآفاقها المستقبلية عن صناعة الورق من قبل الصينيين عام 100 بعد الميلاد، واختراع مطبعة جوتنبرج في ألمانيا عام 1455م. 

وجاء انتشار تقنيات النشر الإلكتروني ليخدم ظاهرة اتساع حيز المعرفة البشرية، وتشعب فروعها ومنابعها، لذا تشير إحدى التقديرات أن حجم المعرفة البشرية يتسارع بشكل هائل، وأن الكم المعرفي صار يتضاعف كل 15 - 20 سنة. 

ووفق تلك التقديرات، فإن مخزون المعرفة البشرية منذ بداياتها وحتى الثمانينيات تضاعف خلال الفترة اللاحقة بين عامي 1980 و1998م، وأنَّ فترة تضاعف المعرفة ستتقلص تدريجياً خلال هذا القرن. 

كما تشير الإحصاءات إلى أنه في منتصف التسعينيات كان هنالك أكثر من مجالات العلوم البحتة والتطبيقية، فقط حوالي 7000 مجلة علمية أكاديمية في أمريكا متخصصة في تلك المجالات، نشرت أكثر من 600 ألف بحث علمي، وأن متوسط تكلفة الاشتراك السنوي في أي منها حوالي 500 دولار. 

لذا يقول الدكتور أحمد بشارة في دراسته عن (قارئ المستقبل): نحن أمام انفجار معرفي لم تعد الوسائل التقليدية؛ من كتابة يدوية ومراجعة، إلى صف وإخراج وطباعة، وتوزيع وانتشار قادرة على مجاراة الجديد، أو هي مقبولة لدى المستفيد. 

ومن هنا تبرز أهمية النشر الإلكتروني، فهو ليس فقط وسيلة سريعة لنقل المعرفة عبر قنوات الاتصال (الإنترنت)، أو متيسرة مثل الوسائط المتعددة multimedia، أو ذات كثافة تخزينية عالية لمجاراة السيل العارم من الجديد والمتجدد، أو كلفة أقل كما يُشاع عنه، إنما أداة تخاطب وتبادل جديدة بين البشر وغير مسبوقة. 

والنشر الإلكتروني نمط جديد للحياة والتعلّم أكثر من أنه تقنية جديدة، وسيتطلب هذا النمط تبدلاً كبيراً في حزمة القيم والعلاقات والشروط القانونية والأدبية والمالية بين الكاتب والناشر والقارئ. فضلاً عن الحاجة الملحة لتعلّم مهارات جديدة وبشكل متقدم حتى يتمكن المستفيد من الاستفادة القصوى والمثلى من هذه التقنيات. 

والتقنية الجديدة تفتح أبواباً غير مطروقة في السابق في العلاقة بين الكاتب والمستفيد. وهي علاقة مباشرة ومتجددة، توفر المعلومات والبيانات والصور والكلمات والأشكال والمجسمات المتحركة والنماذج. كما تتيح فرصة التفاعل الحي والمناقشة بين الكاتب ومجتمع القراء من جهة، وبين القراء والمهتمين أنفسهم كذلك من جهة أخرى. 

كما ستتيح برمجيات النظم الذكية Expert Systems إمكان اختزال التجارب والخبرات الشخصية للمبدعين والرواد في المجالات المتخصصة حول العالم لتكون في متناول مجتمع المهتمين والدارسين. 

إن التفاعل الإيجابي الذي تتميز به المعلومات المنشورة إلكترونياً عبر الإنترنت وبرامج الحاسوب المختلفة سيضع المادة المطبوعة أسيرة الورق في معركة غير متكافئة بين جمود المطبوع وحيوية المعروض إلكترونياً. 

ختاماً يمكن القول إن شبكة الإنترنت التي ستساعد على تبادل المعرفة الأصلية ستكون في الوقت نفسه مأوىً لمافيا الفكر وسماسرته. 

مستقبل الثورة الرقمية!!!!




تعد الأنترنت ثورة عالمية تضاهي ـ إن لم تفق ـ الثورة الصناعية وما نراه الآن من استخدام الانترنت في مختلف مناحي حياتنا ما هو إلا قمة الجبل الجليدي الفائر في أعماق المحيط، والقادم أكبر وأعظم سيبز بالتأكيد كل تصورات جيلنا والأجيال القريبة منه، فالانترنت بيت في الفضاء مسموح لكل راغب في بناء حجرته الخاصة ضمن هذا البيت بل ربما بناء «ملحق» إن جاز لنا التعبير، كامل له، يحدد هو مساحته ومحتواه، والخيار متاح للإضافة متى شاء وكيفما يشاء، شرط أساسي في هذا البناء أن تكون الغرفة أو البناء بأكمله من زجاج شفاف يطلع عليه من يرغب في أي وقت يريد، بل أن قيمة هذا البناء تكمن في كثرة زواره ومدى استفادتهم من هذه الزيارة، كما تتميز المواقع (الأبنية) عن بعضها البعض بقدرتها في اغراء الزوار المطلوبين ليس للزيارة فحسب بل مدى رغبتهم على معاودة الزيارة. ‏ 


شرح قصيدة الكرم


شرح قصيدة الحطيئةُ
قصيدة الحطيئه يروي قصة كريم
مناسبة النص
من المعروف إن الحطيئه كان مكتسبا بشعره محترف للتكسب وهو هنا يروي قصة كريم مثالي ربما يكون الشاعرنفسه هو الضيف فيها وربما كانت خياليه نسجها من قريحته لكي يرسم للناس مثلا اعلى في الكرم ليحذوا حذوه 
الافكار الرئيسيه للقصيده 
1
-وصف لعيش الرجل الكريم وعائلته في الصحراء (البيت 1-2-3-4)
2-
قدوم الضيف وحيرة الرجل في قراه الى إن هم بذبح ابنه(5-9)
3-
حل عقدة الرجل في اكرام ضيفه حين اصطاد بقر الوحش وجرها الى اهله وضيفه وبات الجميع في احسن حال (10-16)
شرح الابيات
البيت الاول يصف فيه الاعرابي ذلك الرجل الكريم بقوله انه اعرابي خشن العيش لم يذق طعم الاكل من ثلاث ليالي يعيش فقيرا في صحراء لااثر فيها للعمران
البيت الثاني ويصف انه من شدة خشونته يستوحش عن معاشرة الناس ويرى عيش الحرمان نعمه جليله 
البيت الثالث والرابع قدأسكن في شعب منعزل زوجته وحولها اولاده الثلاثه الصغار كانهم صغار الغنم فهم حفاه عراه لايعرفون الخبز ولا ذاقوا طعم البر
البيت الخامس وفي ليله مظلمه رأى شبحا مقبلا فخاف اول الامر ولكنه حين عرفه ضيفا بدأ يستعد للبحث عما يطعمه له 
البيت السادس ناجى الرجل ربه قائلايا رباه هذا ضيفي وليس عندي قرى له فأدعوك بعظمتك الاتحرمه الليله من اكل اللحم
البيت السابع والثامن في هذه اللحظه اقبل ولده فقال له :يا ابتي أذبحني قرى للضيف ولا تعتذر بالفقر فلربما ظن الضيف إنا ذوو مال فنشر خبرنا هذا وذمنا بين الناس بعدم اكرامه
البيت التاسع و العاشر و الحادي عشر 
وهنا بدأ الرجل يفكر وهم إن يذبح ابنه واذا الفرج القريب يلوح في الافق حين بدا من بعيد قطيع من بقر الوحش 
كأنه العقد المنتظم يسير خلف قائده
البيت الثاني عشر والثالث عشر
وكان القطيع ظمان فأنسل الرجل خلفه وهو الى دمها اظمأ منها الى الماء فامهلها حتى شربت وملات بطونها بالماء وثقلت حركتها في الجري وعندئذ اطلق عليها سهما من جعبته فسقطت بقره سمينه اكتست اللحم والشحم
البيت الرابع عشر الى السادس عشر 
بدأ الشاعر يصف شعور الرجل عندما اصطاد البقره وكم كان سروره وسرورهم وهو يجرها الى جماعته وباتوا كراما قضوا حق الضيف دون إن يخسروا ومن شده 
بشاشه الاب شبهه الشاعر بانه كالاب للضيوف والام في حنانها وامومتها للضيوف كانها ام لهم

الصورة الفنيّة : 
عجَّت القصيدة باللوحات الفنيّة و الصور الرائعة التي استمدَّها من البيئة المحيطة ومن مخزونه الثقافي ،موظِّفاً هذه الصور لشدّ انتباه المتلقي ، ظهر هذا في مطلع القصيدة عندما صوَّر الأب وقد شدَّ بطنه بعصبة ليخفف ألم الجوع ،وهذه عادة في مجتمع الفقراء فنقول: شدَّ على بطنه حجراً ليخفف ألم الجوع . وفي البيت الثالث يقدِّم صورة العجوز في طريق بين جبلين ، وإلى جانبها ثلاثة أطفال بصورة أشباح لنحول أجسامهم ،و يُتبع الصورة بصورة أُخرى ليزيد من حجم المأساة عندما يصوِّر أطفاله بولد الضان الهزيل . 
في البيت السابع تبرز صورة الأب محتاراً في حالة تردد واضطراب ،إذ أقبل إليه ولده يطلب منه ذبحه وتقديم لحمه للضيف ،هذه الصورة تدلُّ على أن القرآن الكريم مصدر من مصادر ثقافة الشاعر ،إذ تعيد إلى أذهاننا مشهد شيدنا إبراهيم الخليل عندما همَّ بذبح سيدنا إسماعيل فافتداه الله بكبش سمين ،وهذا هو الله تعالى يفتدي الابن بنخوص ممتلئة الشَّحم واللحم . 
ورغم الجوع والعطش إلا أن الشاعر أبدع في تصوير حركة الأب المتعطّش للحم الحمر الوحشيّة ، الذي انساب نحوها بهدوء كي لا تنفر ، وأبرز الجانب الإنساني عندما أمهلها حتى شربت وارتوت ،،ثمَّ أخرج من جعبته سهما أرسله فأصابها . 
باختصار كانت الصور عند الحطيئة زاخرة بالحركة و الحيوية ،تعبيريّة بعيدة عن التقريريّة والجمود . 
الأفكار الرئيسة : 
بعد شرح المعاني وتوضيح الصور الفنيّة في النص ، نستطيع الوقوف على الفكرة العامة من خلال الأفكار الفرعيّة التي جاءت مرتبطة بالقيم الاجتماعيّة وأبرزها الكرم ،وُفِّق الشاعر بعرضها مستعيناً بالصورة الفنيّة الرائعة التي استطاع أن يرسمها بدقَّة متناهية ليشد انتباه المتلقي وحثَّه على تصوّر المقطع المشهدي ،لاسيما أن القصيدة تنتمي إلى الشعر القصصي وتحتاج إلى تصوّر ذهني من المتلقي . فتعالوا نتعرّف إلى هذه الأفكار :
1.
 
وصف الأب والأبناء في الصحراء 
2.
 
مقدم الضيف والحوار بين الأب والابن 
3.
 
اصطياد واحدة من الحمر الوحشية 
4.
 
فرحة الأب والزوجة بإكرام الضيف .
من خلال هذه الأفكار الفرعية نستنتج الفكرة العامة " الكرم العربي رغم البؤس " 
لعبت براعة الشاعر دوراً بارزاً في الانتقال من فكرة إلى فكرة أخرى والربط بين الفكرة والتي تليها دون أن يشعرك في عمليّة الانتقال وهذا ما يطلق عليه حسن التخلّص . 
لغة النص : 
برع الحطيئة باختيار ألفاظ القصيدة التي جاءت منسجمة مع الجو العام ،فقد وظَّف لوصف حال الأب والزوجة والأبناء في الصحراء ألفاظاً تحمل دلالات الفقر والوحشة مثل : طاوي ،عاصب البطن ،مرمل ،أخي جفوة ،بؤس ،أشباح ،حفاة،عراة . هذه الألفاظ تستطيع أن تحمل دلالات القلق والخوف من المجهول ، وفي لحظات القلق والخوف وظَّف ألفاظاً لوصف الحالة الانفعاليّة المهزومة لما أصابها من همِّ وغمِّ لمقدم الضيف ، حتى في تلك اللحظات التي عرض ابنه عليه ذبحه نحو؛ يسوَّر، راعه ، حيره ، اهتمَّ . 
هذه الانفعالات النفسيّة التي عاشها الأب ، دَفَعَته للاستغاثة ، وقد أبدع الشاعر في رسمها من خلال استخدام أساليب الاستغاثة والقسم والدعاء للدلالة على حجم المعاناة والقلق والحاجة الماسَّة لاستجابة الله لدعائه ، فقال : " هيا ربَّاه ضيف ولا قرى " وكذلك " بحقِّك لا تحرمه تالليلة اللحما " . 
حتى في مشهد ورود الحمر الوحشية إلى الماء رسم صورته بطريقة هندسيّة " انتظمت من خلف مسحلها " ، " وأرسل من كنانته سهما " ، فقد أحسن في توظيف اللفظ أرسل للدلالة على الهدوء والثقة ، ولذلك كانت رميته صائبة ، في حين لو استخدم اللفظ رمى لكانت الصورة موحية بالاضطراب والتسرّع ، وربما كانت رميته طائشة . 
ولأن الشاعر بنى قصيدته على التوتّر والقلق ، شاع استخدام الأفعال الدالة على الحركة لإشاعة الحركة داخل النص التي من شأنها تقريب المشهد عند المتلقَّي ، فوظَّف الأفعال ؛اذبحني ، أحجم ،خرَّت ،جرَّ ،انساب ، هذه الأفعال جعلت الصور مشحونة بالحركة " أرسل من كنانته سهما " صورة حركيّة تدلّْ على العزم والتصميم ، " أمهلها حتى تروَّت عطاشها " صورة حركيّة

العاطفة
تنوَّعت العواطف في النص ، فجاءت خليطاً بين البؤس والحزن والقلق والتوتّْر ، وبرزت بشكل واضح : ـــ عاطفة الرِّضى والقبول بالأمر الواقع ،وهو قسوة الحياة
ـــ عاطفة الأسى والحزن على الأبناء 
ـــ عاطفة الخوف من التقصير بحق الضيف 
ـــ عاطفة البُشرى والفرح بالصيد الثمين
الموسيقى
بنى الشاعر قصيدته على البحر الطويل ، هذا البحر منحه طول نفس في البيت الواحد ، ومنحه مساحة واسعة ليعبّرِ عن انفعالاته النَّفسيّة مستخدماً قافية الميم وألف الإطلاق التي جاءت مناسبة لموضوع القصيدة ، وساعدته على إطلاق آلامه وشكواه من قسوة الحياة
عناصر القصَّة في القصيدة
بدا النص في مجمله قصَّة شعريّة قصيرة ، احتوت العناصر الدراميّة بكل أبعادها ، مبرزة عاطفة الألم التي ملأت قلب الشاعر وسيطرت على مشاعره ، ولا نعلم إذا كانت هذه القصة حقيقيّة لأم خياليّة ، إلا أنها جاءت ولها بداية ووسط ونهاية ، تعتمد على تسلسل الأفكار والمعاني ، مما حقق لها الوحدة العضويّة والوحدة الموضوعيّة . وللوقوف على أركان القصة ، يظهر المكان وهو الصحراء ، والزمان هو زمان عاش فيه الحُطيئة ، استطاع الشاعر أن يحرِّك شخوصه بفنيّة عالية وهم؛الأب والأبناء والضيف وإن لم يظهر صوت الأم والراوي ، وفي الحدث نرى امرأة فقيرة تعيش في الصحراء مع أطفالها بدون طعام وماء ، يتنامى الحدث وتتوالى حركات الخوف والقلق والاضطراب عند الشخوص ، وتتأزَّم العقدة عندما يرى الأب ضيفا قادما ولا طعام ، وتصل ذروة التّأزُّم في عرض الابن على أبيه ذبحه ، فيزداد الصراع النفسي الداخلي عند الأب من خلال الحيرة والقلق ؛ روَّى ، أحجم ، همَّ . وتبدأ العقدة بالحل عندما يظهر قطيع من الحمر الوحشيِّة قرب العين لشرب الماء .
بذلك اكتملت عناصر القصّة التي رسمها الحطيئة ببراعة بأبيات قليلة مقتصراً على الأحداث الضروريّة ، وهذا هو التَّكثيف في لغة النقد الحديثوهو يترقَّب بقلق .